أخطأت من أخرت قضاء رمضانات كثيرة، فتأخير هذه الأيام إثم تجب منه التوبة ، فلا بد من التوبة والاستغفار، وعلى من فعلت ذلك أن تقضي الأيام التي فاتتها مع التوبة، ولا يلزمها كفارة ، صحيح قد قال بهذا بعض العلماء إلا أن الصحيح أنه غير واجب إلا إذا رأت أن تكفر وتكثر من الصدقة توبة إلى الله تعالى فيكون هذا في ميزان حسناتها، وأما عن معرفة عدد الأيام التي عليها، فهي أيام دورتها من كل سنة ، وهي تعرفها طبعا ، وقد تكون خمسة أيام أو أكثر أو أقل فهي أدرى بذلك، فتصوم حتى يغلب على ظنها أن ذمتها قد برئت، ولا تجمع مع القضاء نية أخرى خروجا من الخلاف.
يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد :
من وجب عليه القضاء ثم لم يتمكن منه بسبب مرض أو ضعف لا يرجى الشفاء منه فإنه ينتقل إلى الإطعام ، فيطعم عن كل يوم مسكيناً .
وسئل الشيخ ابن عثيمين عن امرأة كانت لا تقضي أيام الحيض في رمضان حتى تراكم عليها حوالي مائتي يوم ، وهي الآن مريضة وكبيرة في السن ولا تستطيع الصيام ، فماذا عليها ؟ فأجاب :
هذه المرأة إذا كانت على ما وصف السائل تتضرر من الصوم لكبرها ومرضها فإنه يطعم عنها عن كل يوم مسكيناً ، فتحصي الأيام الماضية وتطعم عن كل يوم مسكيناً اهـ فتاوى الصيام (ص 121).انتهى.
وقضاء رمضان واجب على التراخي بدليل أن عائشة كانت تؤخر قضاء رمضان إلى شعبان ، والتطوع قبل القضاء محل خلاف، فأجازه بعض الفقهاء إذ من الصعب أن تمكث عائشة طوال العام دون أن تصوم يوما واحدا تطوعا، فإذا أتى رمضان الثاني قبل أن يقضي من عليه القضاء فهو آثم إذا كان مفرطا، ولا شيء عليه إذا كان معذورا طوال السنة، وإذا مات المعذور قبل التمكن من القضاء فلا شيء عليه ، ولا يجب على أهله أن يقضوا عنه إجماعا.
والصحيح أن المفرط لا يجب عليه فدية مع القضاء، وقد يستحب، وجمهور العلماء على أن القضاء لا يشترط فيه التتابع.