الدخان من الخبائث التي تضر بالنفس والمال، وقد يتعدى ضرره إلى غير مستخدمه؛ ومن أجل ذلك أفتى العلماء في وقتنا الحالي بعد التأكد من آثاره السلبية على الصحة بحرمته، غير أنه لا ينقض الوضوء أو الصلاة لأن أصله من الأعشاب.
وفي هذا يقول فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله:
الدخان لا ينقض الوضوء، ولكنه محرم خبيث، يجب تركه، لكن لو شربه إنسان وصلى لم تبطل صلاته ولم يبطل وضوءه؛ لأنه نوع من الأعشاب المعروفة، لكنه حرم لمضرته، فالواجب على متعاطيه أن يحذره، وأن يدعه ، ويتقي شره ، فلا يجوز له شراؤه ولا استعماله ، ولا تجوز التجارة فيه ، بل يجب على من يتعاطى ذلك أن يتوب إلى الله، وأن يدع التجارة فيه، يقول الله سبحانه وتعالى : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ثم قال عز وجل : قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ فالله عز وجل لم يحل لنا إلا الطيبات : وهن المغذيات النافعات ، وقال الله سبحانه في وصف النبي ﷺ : وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ولا ريب أن الدخان والمسكرات كلها من الخبائث ، وهكذا الحشيشة المسكرة المعروفة من الخبائث أيضًا ، فيجب ترك ذلك ، وهكذا القات المعروف في اليمن من الخبائث؛ لأنه يضر ضررًا كبيرًا ، ويترتب عليه تعطيل الأوقات ، وضياع الصلوات، فالواجب على من يتعاطاه أن يدعه، ويتوب إلى الله من ذلك، وأن يحفظ صحته وماله وأوقاته فيما ينفعه؛ لأن الواجب على المؤمن أن يحذر ما يضر بدينه ودنياه، ومثل ذلك الدخان وأنواع المسكرات يجب الحذر منها كلها مع التوبة الصادقة النصوح مما سبق ، ولا يجوز التجارة في ذلك ، بل يجب ترك ذلك وعدم التجارة فيه ، لأنه يضر المسلمين .