حرم الله تعالى الظلم على نفسه ، كما حرمه على عباده ، ومن أشد أنواع الظلم اتهام الناس بالباطل زورا وبهتانا، ففي ذلك تفسخ للعلاقات الاجتماعية ، وهدم للبيوت ، فلا يجوز اتهام الناس بالباطل ،وخاصة ما يتعلق بالسحر والعمل ونحو هذا ، مما هو مشتهر عند بعض الناس ، فلا يتهم المسلم أخاه إلا إذا ثبت عنده بطريق قطعي أنه ظلمه أو أخذ حقه أو آذاه ، أما الجري وراء الشكوك ، فإنه هدام للبيوت ، مقوض للعلاقات بين الناس.
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر :
إن الله ـ تعالى ـ حرم الظلم على نفسه، وعلى عباده، فقال تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا” وقال تعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وقال تعالى: (ما للظالمين من حميم) أي: قريب، ولا شفيع يطاع، وقال: (وما للظالمين من نصير) وبين الرسول ـ ﷺ ـ أن عاقبة الظلم وخيمة، وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) وقال: “واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب” وقال: “من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه”.
وأشد أنواع الظلم اتهام البريء ورميه بما ليس فيه، وفقدان الثقة فيه، وإثارة الشكوك حوله، وإن الويل ثم الويل للظالم من عقاب الله وعذابه يوم القيامة، فينبغي الاحتراز من الظلم، وأن يعاشر الناس بالمعروف، وأن يظن بهم خيرًا، فإن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة منهي عنه بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم). وقال عليه الصلاة والسلام: “إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث”. وعلى المظلوم أن يصبر، ويقابل السيئة بالإحسان والعفو والصفح، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، قال تعالى: (ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور).