اختلف أهل العلم فى أهل البيت من هم؟
فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته ﷺ خاصة ، لا رجل معهن ، وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي ﷺ لقوله تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن}الأحزاب34.
وذهبت فرقة منهم أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة والزمخشري والكلبي أنهم: عليٌ وفاطمة والحسن والحسين خاصة.
وذهب فريق منهم الفخر الرازي والقسطلاني وآخرون إلى أنهم آولاده وأزواجه ﷺ والحسن والحسين ، وعليٌ منهم ؛ لمعاشرته فاطمة وملازمته النبي ﷺ.
وذهب زيد بن أرقم إلى أنهم من تحرم عليهم الصدقة، وهم آل علىٍّ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس ، وهو الراجح.
قال السيوطي: هؤلاء هم الأشراف حقيقة في سائر الأعصار وهو ما عليه الجمهور، وهو معنى رواية مسلم عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ﷺ: (أما بعد..أيها الناس إنما اًنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك بينكم ثقلين: أولهما: كتاب الله ، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال: (وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) قالها ثلاثًا، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال: ومن هم؟ قال: آل علي، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس رضي الله عنهم.
وقد تنازع الناس في آل محمد ﷺ من هم فقيل: أمته وهذا قول طائفة من أصحاب النبي ﷺ ومالك وغيرهم ، وقيل: المتقون من أمته ، وإليه ذهب طائفة من أصحاب أحمد وغيرهم واستدلوا بحديث موضوع هو: “آل محمد كل مؤمن تقي” وبني على ذلك طائفة من الصوفية أن آل محمد ﷺ هم خواص الأولياء كما ذكر الحكيم الترمذي.
لكن الصحيح أن آل محمد هم أهل بيته ﷺ وهو المنقول عن الشافعي وأحمد رحمهما الله.
واجب كل مسلم تجاه آل بيت النبي ﷺ؟
وآل بيت النبي ﷺ يجب حبهم.
-أخرج ابن سعد: “قال رسول ﷺ: (استوصوا بأهل بيتي خيرًا، فإني أخاصمكم عنهم غدًا، ومن أكن خصمه: خصمه الله) ، ونقل القرطبي عن ابن عباس في قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى}الضحى:5. قال: رضا محمد ألاّ يدخل أحد من أهل بيته النار.
-وأخرج البخاري عن ابن عمر قال أبو بكر: خطب النبي فقال: (أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثًا) وروى الإمام أحمد أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله سائلكم كيف خلفتمونى في كتاب الله وأهل بيتي).
-وروى الحاكم والترمذي، وصححه على شرط الشيخين ، قال ﷺ: (أحبوا الله لما يغذوكم به ، واًحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي) ، وهناك آثار كثيرة تدل على وجوب حب آل بيت النبي ﷺ.
-وكثير من الآثار-أيضا- تدل على تحريم بغض آل البيت منها: ما أخرجه الطبراني والبيهقي وغيرهما أن رسول الله ﷺ قال: (ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله).
-وروى أحمد مرفوعًا: (من أبغض أهل البيت فهو منافق).
-وروى أبو الشيخ: قال رسول الله ﷺ (ما بال رجال يؤذونني فى أهل بيتي؟ والذي نفسى بيده ، لا يومن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذريتي).
-وروى الحاكم وصحته على شرط الشيخين ، قال رسول الله ﷺ: (لا يبغضنا -أهل البيت -أحد إلا أدخله الله النار).