اختلفت آراء الفقهاء حول ساعة الإجابة يوم الجمعة فمنهم من قال هي وقت الصلاة ، ومنهم من قال وقت الخطبة ورجح بعضهم أنها بعد صلاة العصر ولعل الله أخفاها كما أخفى ليلة القدر حتى يحثنا على الدعاء الدائم يوم الجمعة والاجتهاد فيه.

يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم من علماء الأزهر وشيخ المسجد الزيبني بالقاهرة:

قال المحب الطبري، أصح الأحاديث في تعيين الساعة –أي ساعة الإجابة يوم الجمعة، (حديث أبي موسى رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول في ساعة الجمعة. هي ما بين أن يجلس الإمام –أي على المنبر- إلى أن يقضي الصلاة) رواه مسلم وأبو داود، وجاء عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه عن النبي قال: “إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله تعالى العبد فيها شيئًا إلا أتاه إياه. قالوا: يا رسول الله أية ساعة هي؟ قال: حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها” رواه ابن ماجة والترمذي.

وبعدما أورد الشوكاني رحمه الله ما يزيد على أربعين حديثًا في تعيين ساعة الإجابة يوم الجمعة قال والحديثان يدلان على أن ساعة الإجابة هي وقت صلاة الجمعة من عند صعود الإمام المنبر، أو من عند الإقامة إلى الانصراف منها –أي من صلاة الجمعة- ثم قال: وقد تقدم أن الأحاديث المصرحة بأنها بعد العصر أرجح، ثم روي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قلت ورسول الله جالس: “إنا لنجد في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله عز وجل فيها شيئًا إلا قضى له حاجته. قال عبد الله: فأشار إلى رسول الله أو بعض ساعة، فقلت: صدقت، أو بعض ساعة، قلت أي ساعة هي: قال آخر ساعة من ساعات النهار، قلت إنها ليست ساعة صلاة، قال بلى: إن العبد إذا صلى ثم جلس لا يحبسه إلا الصلاة فهو في صلاة” رواه ابن ماجة، وفي رواية للإمام أحمد وهي بعد العصر.

وما من شك في أن الداعي هو من يدعو بخير، وقد قال : “ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه في السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يدخر له من مثلها” “أي يجعل الله للداعي مثلها من حيث النفع” رواه الحكم.

على أن من العلماء من قال: إن ساعة الإجابة يوم الجمعة مخفية فيه كله، كما أن ليلة القدر أخفيت في رمضان فادع أيها السائل طوال يوم الجمعة، فإنه تعالى يقول: “واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليمًا” (الآية 32 من سورة النساء).