كان الاستعداد للهجرة في شهر المحرم، وتمت الهجرة في شهر ربيع الأول، ولكن المسلمين أرخوا للتاريخ الهجري بحدث الهجرة، وبدءوا في شهر المحرم، لأن الانطلاقة للهجرة والاستعداد لها كان في شهر المحرم.

يقول الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر الأسبق رحمه الله تعالى :

خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الخميس ليلاً، لهلال ربيع الأول من السنة الثالثة عشرة من البعثة، وأقام ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار ثور ثلاث ليال وخَرَج منه ليلة الإثنين ووَافَى المدينة لاثنتي عشرة ليلة خَلَت من الشهر.

ولَمَّا وُلِّيَ الخلافة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ورأى مَسِيسَ الحاجة إلى توقيت الحوادث بتاريخ ثابت أَمَرَ باتخاذ الهجرة تاريخًا إسلاميًّا؛ لأنها أهم حادث في الإسلام فرَّق بين الحق والباطل وأَعَزَّ الله به الإسلام وانتشرت به الدعوة في الجزيرة واشتدت به سواعد المسلمين .

وكان ذلك سنة سبع عشرة من الهجرة النبوية، وجعل التاريخ من مستهل شهر المحرم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان فيه. ومن هذا التاريخ أصبح التاريخ الهجري شعار الدولة الإسلامية، وأصبح مبتدأ السنة الهجرية شهر المحرم.