الفقهاء متفقون على استحباب جعل رأس الميت في صلاة الجنازة عن يمين المصلي .
يقول الشيخ إبراهيم جلهوم :
عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله ـ ﷺ ـ يعجبه التيمن ـ أي استعمال اليمين ـ في شأنه كله، في طهوره، وترجله ـ أي تسريحة شعر رأسه ـ، وتنعله ـ أي إدخال رجليه في النعل ـ . متفق عليه، وعن أم المؤمنين حفصة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ ﷺ ـ كان يجعل يمينه لطعامه ، وشرابه ـ أي تناولهما ـ ، وثيابه ـ أي يدخل اليد اليمنى في القميص، والرجل اليمنى في السروال ـ ويجعل يساره لما سوى ذلك .
ولما كان أشرف الأعضاء، وأفضل أجزاء الجسم الرأس، ولما كانت أشرف الجهات جهة اليمين، ناسب أن يوضع أفضل الأعضاء وأشرفها، إلى أشرف الجهات، وبهذا يكون وضع الميت جهة الصلاة عليه بأن يجعل الرأس على يمين المصلي.
والفقهاء بأجمع على هذا الوضع المرضي المحمود ـ المستحب المسنون، اللهم إلا ما كان من مستحبات المالكية ، بأن الميت إذا صلى عليه في الروضة الشريفة، فإن رأسه يكون على يسار الإمام، أو المصلي منفردا، ليكون الرأس جهة القبر الشريف توقيرا وإجلالاً للمقام النبوي المعظم ، صلى الله على صاحبه وسلم.