يقوم بعض الناس بهبة أحد أولاده لقريب له ليس لديه ولد، وذلك ليكون عنده كالولد يرعاه ويربيه ويتبناه.
-هل يملك الإنسان أن يهب أولاده لمن أراد؟
-هل هم ملك يمينه كالعبيد يتصرف فيهم كيف يشاء؟
إن أقصى ما يمكن أن يصنعوه هو أن يمكنو قريبهم من ابنهم كلما أرد اصطحابه إذا كان سيعلمه الخير ويحافظ على دينه، وأما تمليكه له على سبيل الدوام كالتمليك فهذا ما لا يملكونه.
وأبشع من هذا وأشد حرمة أن يهبوه لقريب لهم فيضمه إلى نسبه ، ويعطيه اسمه…. فهذا هو التبني الذي حرمه الله تعالى.
ولا مانع من أن يسندوا إليه مهمة تربيته وتعاهده متى رأو فيه حرصا على التمسك بالدين، ونخشى إذا شب الولد وكبر أن يعتقد أن أبويه باعوه!
وجاء في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على منع الإنسان من انتمائه أو انتسابه إلى غير أبيه الحقيقي، قال النبي ﷺ: ((من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم، فالجنة عليه حرام))، وفي حديث آخر: ((من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة)) .
لقد أبطل الإسلام عادة التبني التي كانت شائعة في الجاهلية العربية وفي العالم القديم والمعاصر الآن، وأمر ألا ينسب الولد إلا إلى أبيه الحقيقي، ولاينسبه نسبة الدم والولادة إلى نفسه، هذا إن كان للولد أب معروف، فإن جهل أبوه دعي ((مولى)) أي نصيراً، و((أخاً في الدين)) وهذا نسب إلى الأسرة الإسلامية الكبرى القائم نظامها على أساس متين من الأخوة والتعاون والود والتراحم، والحرص على عدم الضياع والتشرد.