اليانصيب ضرب من القمار الذي أتى الإسلام بتحريمه،لما له من أضرار مختلفة على الفرد والمجتمع .
يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله :
اليانصيب أوراق لها سعر مُعَيَّن تقوم بإصدارها جماعة أو هيئة، ثم تجمع المبالغ المُتَحَصِّلة من بيع هذه الأوراق، وتُجري قرعة على مبلغ كبير منها.. ومَن تستقر عليه القرعة يَفُز بهذا المبلغ الضخم.
والشريعة الإسلامية تنظر إلى هذا العمل على أنه صورة من صُوَر الميسر أو القمار، حيث يدفع مشتري الورقة مبلغًا صغيرًا ثمنًا لها في انتظار رِبْح ضخم، فإذا لم يَرْبَح خَسِر ما دفعه.
فاليانصيب صورة مُنَظَّمة من صور الميسر الذي حرَّمه الله ـ تعالى ـ في القرآن في قوله: (يا أيُّها الذينَ آمنوا إنما الخمرُ والميسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عملِ الشيطانِ فاجتنبوهُ لعلَّكم تُفلِحونَ) ثم بيَّن عِلَّة هذا التحريم فقال: (إنَّما يُريدُ الشيطانُ أن يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويَصُدَّكُم عن ذِكْرِ اللهِ وعنِ الصلاةِ فهلْ أنتُم مُنْتَهُونَ).
فاليانصيب ـ لكونه لونًا من ألوان الميسر ـ ينشر العداوة والبغضاء، ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهو مع ذلك يؤدي في ارتباك الحالة النفسية لمَن يشتَرِك فيه بين اليأس المُقْنِط والأمل الكبير، ويَبْعُد عن المُواجهة الجِدِّيَّة للمشاكل، ويجعل المرء متعلقًا بأباطيل الأماني وكواذب الآمال، ومن أجل هذا فالشريعة الإسلامية تُحَرِّمه وتُحَذِّر منه وتجعل المال المُتَحَصِّل فيه سُحْتًا لا يحل لمؤمن تناولُه أو التعامل به والاستفادة منه.