الإنسان يدخل الإسلام بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فمن أقر بالشهادتين بلسانه فقد دخل في الإسلام، فإذا نطق وقال أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فإنه مسلم.

يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى: دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن من أتى بالتوحيد، ومات عليه؛ دخل الجنة.

-من ذلك قوله : “أمرت أن أقاتل الناس؛ حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها؛ حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها”. 

-ومنها حديث عبادة بن الصامت: “من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.

ثم يطالب بعد ذلك بشرائع الإسلام، فإذا أدرك الصلاة وجب أن يصلي، وهكذا الزكاة، والصيام، والحج، وإن مات بحال بعد التوحيد دخل الجنة.

المقصود: أنه متى دخل في الإسلام ووحد الله، وتبرأ من الشرك كله، وآمن بكل ما أخبر الله به ورسوله ؛ يكون مسلمًا، ثم بعد ذلك يطالب بحقوق الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج، وترك للمعاصي، فإن ترك المعاصي، وأدى الحقوق؛ تم إسلامه وإيمانه، وإن مات في الحال قبل أن يدرك شيئًا من الأعمال؛ فله الجنة؛ لأن إسلامه جب ما قبله من الشرور، فإن عاش، فباشر بعض المعاصي، أو ترك بعض الواجبات؛ فهو تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى، إن شاء الله غفر له، وأدخله الجنة بتوحيده وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها، كما في قوله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) [النساء:48] وهذا بإجماع أهل السنة والجماعة. 

والتوحيد له شروط ذكرها بعض أهل العلم وهي سبعة، قال بعضهم: ثمانية، جمعها بعضهم في بيتين:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها

فالمقصود: أن المؤمن يعلم الحق، ويعتقده، ويصدق في ذلك، ويتبرأ من الشرك وأهله، وينقاد إلى الحق، ويطمئن إليه، ويحب الله ورسوله.