قوله تعالى : ( قالتْ إنِّي أَعوذُ بالرَّحمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا )
قالت مريم ذلك لجبريل عليه السلام، وبيان المعنى مرتبط بالمراد من كلمة ” إنْ ” فإن كانت للشرط فالمعنى : إذا كنت تقيًّا تخشى الله وتُجِلُّه فأنا ألتجئ إلى الله وأستعيذ به منك حتى لا تمسَّني بسوء، وبالتالي من لم يكن متقيًّا لله لا يأبه لاستعاذتها.
وإن كانت ” إنْ ” للنفي كان المعنى: أنت شخص غير تقي، حيث جئتني وأنا وحيدة ليس معي أحد، وليس لي إله إلا الله سبحانه أستعيذ به وألتجئ إليه.
واختيارُها لاسم الرحمن بدلاً من اسم آخر لأن المقام يَقتضي الرحمة، فهي ضعيفة بشخصها وبوحدتها أمام رجل قوي بشخصه ولا تعرفه.