مستقر في عقائد أهل الإسلام أن الجن يموتون، كما جاء في الحديث: “أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون” رواه البخاري(7383)، ومسلم(2717) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، ومنهم من يموت بقطع حارقة من الشهب الثاقبة، ومنهم من يموت بالقتل وبالمرض، وغير ذلك من أسباب الموت، وقد يسلمون من بعض أسباب الموت بالإنسان[1] مثل الموت غرقاً، فبعضهم يغوص في الأعماق كما في قصة سليمان -عليه السلام-، وبعضهم يطير في الآفاق التي ينعدم فيها الهواء، كما في قصة استراق السمع، وبعضهم قد يسلم من آثار الاصطدام بالأشياء الصلبة للطافة أجسامهم، وإذا حصل منهم التشكل في أجسام إنسية أو حيوانية فإنهم يصبحون أسرى هذا التشكل، ويحصل لهم من التأثر بالعوارض مثلما يحصل للجنس الذي تشكلوا به، كما في قصة الصحابي -رضي الله عنه- الذي استأذن النبي – ﷺ- في الذهاب من الجهاد لعروسه فوجد حية على فراشه فقتلها برمحه فوقع صريعاً انظر ما رواه مسلم(2236) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وكما في قصة أبي هريرة – رضي الله عنه- مع الذي كان يأكل الصدقة من الجن فكاد يأسره ثلاث ليال، انظر ما رواه البخاري(2311) .
وعلى كل حال فالجن يموتون بأسباب يشتركون فيها مع الإنس، وقد ينفردون بأسباب تتعلق بأعمارهم فقد تطول، وورد عن بعض أهل العلم أنها من حيث الجملة أطول من أعمار بني آدم، أما إبليس فهو طويل العمر، بوعد الله له: “قال ربِّ فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين [الحجر: 36-37]، وهو أكبر الشياطين ومنه تناسل الجن.[2].