إن حسن الخلق رغب فيه الشارع، فقد روي عن النبي ﷺ أنه قال: “إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون”، فينبغي للإنسان أن يكون هادئ الطبع، هينًا، لينًا، كما كان رسول الله ﷺ، وأن يكون قوي الشكيمة في الوقت المناسب، وأن يكون رقيق الطبع في الوقت المناسب أيضًا، وألا يكون متقلب المزاج؛ حتى لا ينفر الناس منه، وخاصة أقرب المقربين إليه من زملائه، وأهله، وعشيرته، فإن هدوء الأعصاب هذا وعدم الانفعال من الأخلاق الحميدة، التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها.
ولكي يغير الإنسان من هذه العصبية لا بد أن يتذرع بالصبر عند الاستثارة، وأن يصبر على أذى غيره، وألا ينفعل، وكلما دعته نفسه إلى الانفعال تذكر أن هذا ضار به دنيا وآخرة، فليبدأ من الآن ولا ييئس فإنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون.