يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير :
للمسلمين عِيدان: عيد الفطر وهو أول أيام شهر شوال، ويعقُب فريضة الصيام في شهر رمضان، وعيد الأضحى وهو العاشر من ذي الحجة.
وقد جاء في صحيح مسلم أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ جاء يوم العيد فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال: إن هذينِ يومان نهى رسول الله ـ ﷺ ـ عن صيامهما، يوم فطرِكم من صياكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نُسُكِكم”.
فيحرم صيام يوم عيد الفطر ليناسب انقضاء الفريضة، ولهذا كان رسول الله ـ ﷺ ـ إذا خرج لصلاة عيد الفطر أكل تمرات قبل أن يخرج ليقطع أثر الصوم، كذلك يحرُم صيام يوم النحر؛ لأن فيه نسكًا وهو الأضحية فناسب أن يأكل الناس ويتصدقوا ولهذا امتدَّ التحريم من يوم النحر إلى أيام التشريق الثلاثة بعده.
وجاء في صحيح مسلم عن كعب بن مالك أن رسول الله ـ ﷺ ـ بعثه وأوس بن الحدثان أيامَ التشريق فنادَى أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل وشرب..”، وسميت هذه الأيام بأيام التشريق؛ لأن الناس كانا ينشرون اللحم في الشمس لتقديدها حتى يطُول الانتفاع بها.
والتقرب إلى الله تعالى يكون بما شرع وليس للإنسان أن يخترع في العبادات وطالما ورد النهي عن الصيام يومي العيدين فيلزم الامتناع عن الصيام، ومَن أراد أن يتقرب إلى الله عز وجل فأبواب القرب كثيرة من ذكر وقراءة قرآن وصلاة وصدقة وغير ذلك.