الأرواح تختلف بحسب درجاتها عند الله ، فمنها ما يكون في أعلى عليين ومنها ما يكون في حواصل طير خضر ،ومنها ما تكون محبوسة في الأرض.

يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر – رحمه الله – :

رُوي في السنة النبوية المُطهرة أن الميت يعرف مَن يتولَّى تجهيزه ودفنه، لاتصال جسده بروحه حينئذ، فقد روى الإمام أحمد أن رسول الله ـ ـ قال: “إن الميت يعرف مَن يحمله، ومَن يُغسله، ومَن يُدلِّيه في قبره”. وفي رواية الطبراني: “إن الميت ليعلم مَن يغسله، ومن يكفنه، ومن يُدلِّيه في حُفرته”.وقد ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الضععيفة.

وقد ورد كذلك في السُّنة المطهرة ما يفيد أن روح العبد الصالح تخرج مِن جسم صاحبها عند الموت، ثم تعود إلى جسمه في قبره، ويقول أبو موسى الأشعري: ” تخرج روح المؤمن أطيب مِن رِيح المسْك، فتنطلق بها الملائكة الذين يتوفَّونه، فتتلقَّاه الملائكة من دون السماء، فيقولون: هذا فلان بن فلان، فعلَ كيْتَ وكيتَ بمحاسنِ عمله، فيقولون: مرحبًا بكم وبه، فيَقبضونها منهم، فيُصعَد به من الباب الذي كان يصعد منه عمله، فتشرق في السموات، ولها بُرهان كبُرْهان الشمس، حتى يُنتهَى بها إلى العرش”.

ويُقرر العلماء أن الروح بعد مُفارقتها جسدها تسمع السلام عليها، وتعرف من يزور قبر صاحبها، وتشعر بلذَّة النعيم، وتشعر بألم العقاب إن كان هناك عقاب لها،كما يُقررون أن هناك اتصالاً خاصًّا بأجساد أصحابها في قبورهم، وبهذا الاتصال الخاص يكون إدراك الميت للأشياء، والله ـ جل جلاله ـ هو وحده الذي يعلم حقيقة هذا الاتصال وكيفيته.

وينبغي أن نعلم أن الأرواح بعد الوفاة تكون مختلفة الأحوال والمراتب بحسب اختلاف أصحابها في مقاماتهم ومنازلهم ودرجاتهم عند الله ـ تعالى ـ فهناك أرواح في أعلَى عِلِّيِّينَ، وأرواح في حواصلِ طيْرٍ خُضر، تسرح في الجنة حيث شاءت وأرواحٌ محبوسة في الأرض، وغير ذلك.

وصدق العليُّ الكبير حيث يقول في سورة الإسراء: (ويَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ منْ أمْرِ رَبِّي ومَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلاَّ قَلِيلاً). (الآية: 85).

والله أعلم .