يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر:
الإسلام يحث على مساعدة التائبين والتائبات بكل وسيلة فإذا كانت المرأة التي عملت الفاحشة قد تابت ورجعت إلى الله تعالى فعلى المسلمين أن يساعدوها لأن هذا عمل خير يدخل تحت قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.
والبغي إذا تابت ورجعت إلى الله كان في ذلك الخير لها وللمجتمع لأن الإسلام يجب ما قبله والنوبة تجب ما قبلها وقد ثبت في الصحيح إن الله قد غفر لبغي سقت كلبا كاد يهلك من شدة العطش فغفر الله لها بسبب هذا العمل.
وهذا العمل وهو إقامة دور للتائبات كفا لشر البغايا لمساعدتهن على التوبة وتأهيلهن للحياة المستقيمة جائز لأن الرسول ﷺ أمرنا بالستر على العاصيين وحثنا على ذلك فقال للرجل الذي شجع ماعزا على الاعتراف بالزنى بين يدي رسول الله ﷺ “هلا سترته بثوبك.
وكذلك فعل عمر بن الخطاب مع الرجل الذي وقعت ابنته في الخطيئة ثم تابت ورجعت إلى الله تعالى وأراد أن يخبر من يريد خطبتها بما فعلت فنهاه عن ذلك وأمره أن ينكحها نكاح الحرائر العفيفات.
ولكن هذه الدور ينبغي أن تكون تحت رعاية أمينة تتصف بالمرونة والحسم حتى لا تصبح هذه الدور مأوى جديدا للفساد بصورة أخرى ويشترط أن يكون القائم على هذه الدور مسلمًا متديناً يراقب الله والدار الأخرة.
ويقول فضيلة الشيخ عبدالخالق الشريف من علماء الأزهر:
إن هذا الأمر أمر طيب وبخاصة في البلاد التي لا تقيم شرع الله تعالى ولا تطبق الحدود ولا تضع التدابير الواقية من الوقوع في جريمة الزنى مثل تيسير المهور والأمر بالعفة وستر العورات وغير ذلك وفي مثل هذه الأحوال لا مانع شرعًا من إقامة مثل هذه البيوت للتائبات ما دامت ستؤدي إلى سترهن وتوبتهن.