دراسة المحاسبة بما تحوي من دراسة الربا لا شيء فيها ،مادام المرء لا يستبيحها ،ولا ينوي العمل بها بنية نشرها والرفع من شأنها ،بل لو درسها لمعرفتها ،كي يقدم البديل المباح لها ،فإنه يثاب على هذه الدراسة بإذن الله ،أو يدرسها لأخذ العبرة التي تجعله مؤهلا للعمل في أنشطة تجارية مباحة.
يقول الشيخ سلمان العودة :
إذا كان المرء يدرس في كلية أو معهد تدرس فيه بعض المواد بطريقة مخالفة للشرع، مثل: تدريس الربا والفوائد الربوية، وتدريس التجارات المحرمة، أو تدريس القوانين المخالفة لشريعة الله، ونحو هذا.فإن كان يدرسها لغرض نقدها، وبيان مخالفتها، والسعي في تقديم البديل المناسب لها، وحماية المسلمين من آثارها، فهو بذلك على خير، وترجى له المثوبة.
وكذلك لو كان يدرسها ليحصل على الشهادة التي يتم التوصل بها إلى الوظيفة، وهو لا ينوي أن يعمل في دعم تلك الأعمال المحرمة التي درسها، ولا أن يتوظف في قطاعاتها، ولكنها كانت من الدراسات المكملة التي لا بد من اجتيازها، فليس عليه في دراسته حرج – إن شاء الله – .
أما لو درسها ليعمل فيها، ويكرس وجودها، ويساعد في بقائها وتطويرها، فالدراسة حينئذ حرام عليه، والعمل كذلك حرام عليه، وهو قد توصل بما حرم الله إلى ما حرم الله، فالوسيلة والغاية كلتاهما من المعصية.”إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” رواه البخاري(1) ومسلم(1907).
وبهذا الجواب المجمل يتضح أنه من الممكن خدمة دين الله -عز وجل- من خلال تلك الدراسات، سواء بنقدها وبيان خطرها وضررها، أو بتقديم البديل الصالح الذي ينقذ المسلمين منها، أو بالحصول على الخبرة الضرورية التي لا يمكن التصحيح والتعديل إلا من خلالها.