الزواج بدون ولي زواج باطل، لا أثر له ، يقول رسول الله ﷺ : “أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها وإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي لها”.
هل موافقة الولي شرط للزواج
جاء في فتاوى المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء :
مع أنه لا خلاف بين أهل العلم في أن رضى ولي المرأة هو الأولى والأفضل، غير أنهم اختلفوا في جعله شرطاً من شروط صحة العقد:
-ذهب جمهور الفقهاء إلى أن رضى ولي المرأة شرط من شروط صحة العقد لا يصح بدونه، لقول النبي ﷺ: “أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل”أخرجه أحمد وأبو داود) والترمذي وابن ماجة من حديث عائشة، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم ، وقوله أيضاً: “لا نكاح إلا بولي ” أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث أبي موسى الأشعري. وصححه علي بن المديني شيخ البخاري، وقواه البخاري والترمذي والحاكم والبيهقي وغيرهم.
–وذهب الحنفية إلى عدم اشتراط ذلك مستدلين بأدلة كثيرة، منها ما رواه مسلم والأربعة أن رسول الله ﷺ قال: “الأيم أحق بنفسها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها” رواه مسلم، وحملوا أحاديث اشتراط الولي على من كانت دون البلوغ، وقالوا: لو زوجت البالغة العاقلة نفسها كان زواجها صحيحاً إن استوفى العقد شروطه الأخرى، ويجوز لوليها أن يتظلم إلى القاضي فيطلب فسخ العقد إذا كان هذا الزواج من غير كفء، وعلى القاضي إجابة طلبه إن تحقق من ذلك.
ما حكم عرض المرأة نفسها للزواج
عرض المرأة نفسها للزواج له صورتان:
الأولى:أن تعرض المرأة نفسها على رجل بعينه: والحكم فيها أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها للزواج من الرجل الصالح، وبناء هذا الحكم على ما ورد في السنة عن ثابت البناني – رحمه الله – قال: كنت عند أنس وعنده بنت له، فقال أنس: «جاءت امرأة إلى النبي – ﷺ- تعرض عليه نفسها، فقالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها، واسوأتاه، واسوأتاه، فقال أنس: هي خير منك، رغبت في النبي – ﷺ- فعرضت نفسها عليه» أخرجه البخاري والنسائي
وقد عنون البخاري لهذا الحديث بقوله: (باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح).
وفي شرح صحيح البخارى لابن بطال (7/ 227): ” قال المهلب: فيه جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح وتعريفه برغبتها فيه لصلاحه وفضله، ولعلمه وشرفه، أو لخصلة من خصال الدين، وأنه لا عار عليها فى ذلك ولا غضاضة، بل ذلك زائد فى فضلها، لقول أنس لابنته: هى خير منك. وفيه: أن للرجل الذى تعرض المرأة نفسها عليه ألا ينكحها إلا إذا وجد فى نفسه رغبة فيها، ولذلك صوب النبى (ﷺ) النظر فيها وصعده، فلما لم يجد فى نفسه رغبة فيها سكت عن إجابتها”.ا.هـ
الثانية: عرض المرأة نفسها للزواج على وسائل التواصل الاجتماعي: فهذا مما ينهى شرعا، ففرق بين أن تجد المرأة رجلا صالحا فترغب في الزواج منه، وبين أن تعرض نفسها لكل الناس، فإن مثل هذا ينافي حياء المرأة وطبيعتها، كما أنها تكون مطمعا لكل طامع، وذلك أن عرضها نفسها للناس جميعا يعني دخول الشباب والرجال إليها، والحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا شك أن فيهم من لا دين له، وهي تعرض نفسها للمخاطر.