يقول الله سبحانه: (وإذ تَأَذَّن رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ . وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (سورة إبراهيم:7)
ويقول (وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوها) (سورة إبراهيم :34) يُؤْخذ من ذلك أن نعم الله من الكثرة بحيث لا يمكن عدُّها، والواجب علينا أن نشكرها وذلك بشكر المُنعم بها وهو الله سبحانه، فالشُّكْر يَزِيدُها، أو عَلَى الأقلِّ يَحْفظها ويُبارك فيها، والكفر يُعَرِّضها للزَّوال والحِرمان من التمتُّع بها. والشُّكر يكون بالإيمان بالله المُنْعِم، وبطاعته فيما أمر به ونهى عنه، وتوجيه النِّعمة إلى ما خُلِقَت له، بمعنى أن تُسْتعمل في الخير لا في الشر، ولا يُكْتَفَى بترْديد عبارة “الحمد الله” عند حصول النعمة.
ومما لا شك فيه أن النقود نعمة من نعم الله الكُبرى، التي يستطاع بها استيفاء المطالب، والتقرُّب إلى الله بالأعمال الصالحة، فلا بد للشكر عليها بصيانتها أولاً من الضياع، كما صحَّ في حديث مسلم ” ويُكْره لكم قيل وقال ـ الحديث فيما لا يعني ـ وكثرة السؤال ـ عما لا يُحتاج إليه على وجه التَّعنُّت ـ وإضاعة المال “، ولا بد من تزْكِيَتها بإخراج الحق الواجب فيها (وفي أمْوَالِهِمْ حقٌ للسَّائِلِ وِالْمَحْرُومِ) (سورة الذاريات :19) كما لا بد من الحِكْمة في إنفاقها، ليكون في وجُوهه المشروعة دون إسراف، ولْنَتَذَكَّرْ قول سليمان ـ عليه السلام ـ (هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِىٌّ كَرِيمٌ) (سورة النمل:40).
أما عن تقبيل النُّقود فلم يَرِدْ فيه نَهْي، وهو إحساس بقيمتها، ولعلَّ ذلك يكونُ دافْعًا للشكر عليها بما تقدَّم توضيحه، لكنه ليس مما يحصل به الشكر، بل قد يفهم فهما سيئا، فيظن بفاعله التعلق الزائد بهذه النقود ومحبتها لذاتها، وهذا ما لا يليق أن يكون مظهرا للمؤمن.! ومثله تقبيل اليد ظاهرا وباطنا. !!!!!