لا خلاف بين الفقهاء في استحباب التعزية لمن أصابته مصيبة، ولا يشترط العزاء في مكان بعينه، فالمقصود هو مواساة من ألم به المصاب، ويتحقق ذلك بأي كيفية، ولا حرج في تخصيص مكان بعينه للعزاء، فهذا يتفق مع مقاصد الشريعة.
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي –نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
إقامة بيت عزاء ليس بدعة منهياً عنها، بل هو مما تعارف عليه الناس في علاقاتهم الاجتماعية، وهو متوافق مع المقاصد الشرعية.
وقد كان كثير من الفقهاء يكرهون الجلوس للتعزية، وذلك يتناسب مع المجتمعات الصغيرة، لكن لما كثر الناس في المدن الكبيرة أصبح الجلوس للتعزية أفضل بالنسبة لأهل الميت وللمعزين، وقد ذكر الطحطاوي في مراقي الفلاح أنه (لا بأس بالجلوس للتعزية ثلاثة أيام من غير ارتكاب محظور). وأصبح هذا الأمر متعارفاً عليه في جميع البلاد الإسلامية.
وقد اعتاد المسلمون أن يجلسوا للتعزية في مصلى الجنازة، أو في فناء المقابر، أو في قاعات عامة، أو في البيوت. ويرى المالكية أن الأفضل أن تكون التعزية في بيت المصاب، لكن كل ذلك جائز إن شاء الله، سواء كانت التعزية في بيت المصاب، أو في بيت أحد أقاربه أو أصدقائه، أو في قاعة عامة، على أن لا يكون هناك محظور شرعي.
وقد اتفق الفقهاء على استحباب التعزية لمن أصابته مصيبة. وجمهورهم يرى أن مدة التعزية ثلاثة أيام، إلا لمن كان غائباً فيجوز أن يعزِّي أو يُعزَّى ولو بعد الأيام الثلاثة.