الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، و الذي ينتسب للإسلام ويستحي أن يخبر الناس بدينه ويضطر لأن يغير من اسمه حتى لا يُعلم أنه مسلم أيبتغى العزة في غير الإسلام فإن الله تعالى يقول :{ أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا} ، والمسلم دائما يفتخر بدينه ويجهر به ، والمسلمون الأوائل لم يمنعهم بطش كفار مكة من أن يعلنوا صيحة التوحيد في ربوع مكة بين ظهراني الكفار ، و صبروا على ما نالهم من إيذاء ، ونعمة الإسلام من أعظم نعم الله على العبد فإن الله يعطي الدنيا لمن أحب ولمن لم يحب ، أما الدين فإن الله لا يعطيه إلا من أحب ، و لهذا كان على المسلم أن يتيه بهذا الفخر والشرف لا أن يجتهد في كتمه وطمسه.
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عاشور :
فالمسلم في أي مكان من هذه الأرض يعتز ويفخر بأنه مسلم، وأنه من أتباع دين الرحمة والمحبة، من أتباع محمد ﷺ.
ومما زادني شرفـًا وتيهـًا وكدت بإخمصي أطأ الثريـــــــا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيًا
فمن يخفون أسماءهم وسماتهم وهيئاتهم هربًا من أن يوصفوا بأنهم من أبناء الإسلام، قد أخطأوا في حق أنفسهم وأمتهم ودينهم، خطئًا جسيمًا، وعليهم في ذلك وزر عظيم، ويجب أن يتوبوا إلى الله وأن يستغفروه، وأن يعودوا إلى أسمائهم الحقيقية، وليفخروا أمام الدنيا بأنهم تسموا بأعظم الأسماء محمد عليه الصلاة وأزكى السلام، وإبراهيم الخليل عليه السلام.