سئل الشيخ رشيد رضا – صاحب تفسير المنار – عن هذا الموضوع فقال بجواز شرب الشاي إلا إذا كان على حالة يتضرر منها صاحبها، فعندئذ يحرم تناوله لاشتماله على الضرر.
وأما تعاطي الشاي أو غيره من المشروبات المباحة على هيئة الخمر فهو دائر بين الكراهة الشديدة والحرمة .
وقال – رحمه الله تعالى :-
شرب الشاي مباح كالقهوة لمن لا يمسه ضرر منه ، لكن أن يكون شرب الشاي كشرب الخمر بأن يتمايل الناس في شربه ويتنازعون الكؤوس كالتَشَبُّه بالسكارى في شربهم للخمر ، أقل ما يقال فيها : إنها مكروهة كراهة شديدة .
وقال بعض كبار الفقهاء بأن مثل هذا التشبه حرام ، ذكر الغزالي في الكلام على إباحة السماع لذاته ، وتحريمه
لبعض العوارض أن من تلك العوارض التشبه بأهل البدع وأهل الفسق الذي يلحق المتشبه بمن يتشبه بهم كما ورد ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا وحسنوه .
ثم قال ما نصه :
وبهذه العلة نقول : لو اجتمع جماعة وزيَّنوا مجلسًا ، وأحضروا آلات الشرب وأقداحه وصبوا فيها السكنجبين (شراب كان يصنع من الخل والسكر ، وهو مفيد في علاج مرض الصفراء )، ونصبوا ساقيًا يدور عليهم ويسقيهم فيأخذون من الساقي ويشربون ، ويحيي بعضهم بعضًا بكلماتهم المعتادة بينهم – حرم ذلك عليهم ، وإن كان المشروب مباحًا في نفسه ؛ لأن هذا تشبه بأهل الفساد … إلخ .”