تتعدد جوانب تغيير المنكر بناء على الحديث المشهور الصحيح “من رأى منكم ‌منكرا ‌فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”، فقد يجنح للقوة ومعه تأويله من الحديث الشريف، ومنه ما لا يجنح لها ومعه أيضا تأويله المستساغ.

وعلى كل حال نرى أن التغيير بالقوة لن يجدي شيئا، وأن الوسيلة المجدية في الموضوع هي أن يراجع كل فرد نفسه فيصلحها، ويتقي الله تعالى فيمن يعول، وينصح ويغير في أقاربه المنكر بآدابه، وينصح للجميع وذلك بكل وسيلة من وسائل التغيير الممكنة، وبضوابطها الشرعية.

وعلى المسلم أن يراعي أن تغيير المنكر إن جاء بمنكر أشد منه فالتغيير حرام، وإن جاء بتغيير مساو له فهو جائز، وإن كان يغير المنكر بالفعل فتغييره واجبا، وهكذا مما هو مدرج في كتب الفقه الإسلامي.

فالتغيير بحسب الحاجة، ويجب إنكار المنكر بحسب استطاعتك.

أما التغيير وإزاحة الحكام بالقوة فماذا يجني المرء بعده، وهل يستطيع الصبر على ما يترتب عليه ويتحمله؟

وبفرض نجاحه في التغيير آلاف الأسئلة تأتي بعد ذلك عن برنامج إصلاحاته ومجالات اتصالاته، والقيود المحيطة به من داخله وخارجه.