ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الجمعة واجبة على كل محتلم في الحديث الذي رواه النسائي قال ﷺ (رواح الجمعة واجب على كل محتلم) والخطبة شرط من شروط صحة الجمعة ويجب على المصلي أن يجلس وينصت للخطيب ولكن من كان له عذر وتخلف عن سماع الخطبة وأدرك الصلاة مع الجماعة فقد سقط عنه الوجوب ويجزيه ذلك بشرط ألا يكون ذلك عادة وديدنا له.
يقول فضيلة الشيخ جلهوم –من علماء الأزهر -:
إن من شروط صحة صلاة الجمعة، الخطبتين قبلها، بحيث يجهر الخطيب بهما مسمعا عددا من الحاضرين تنعقد بهم صلاة الجمعة، ذلك أن المقصود من الخطبتين الوصية بالتقوى والاعتصام بالدين الحنيف، وتعلم أحكامه، والتفقه في الدين، وذاك جماع الخير كله، “ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين”.
على أن من عاقته أعذار بحيث دخل المسجد مدركا ركعتي الجمعة مع الإمام، صحت جمعته على ألا تكون تلك عادته وديدنه، وإلا حرم نفسه من سماع العظة، ومن الجلوس في بيت الله، ومن ثواب انتظار الصلاة، ومن ثواب التبكير للحضور إلى المسجد يوم الجمعة فمن بكر أجر، ومن تأخر حرم، فقد قال رسول الله ـ ﷺ: “من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر” رواه ابن ماجة.
ومن دقائق مفهومات هذا الحديث الشريف، ما قاله سلفنا الصالح: يدخل الناس الجنة على حسب سرعة مبادرتهم لحضور الجمعة وحسب بطئهم، فمن حضر المسجد أولا دخل أولا، ومن حضر ثانيا دخل الجنة بعده وهكذا، ويقاس بالجمعة في ذلك المسارعة في كل خير.