السيد أحمد البدوي هو أحمد بن علي بن إبراهيم، ينتهي نسبه إلى الحُسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ كما قال الشبلنجي في “نور الأبصار” ص 237، أجداده نزحوا من الحجاز في أيام الحَجَّاج بن يوسف الثَّقَفِي سنة 73هـ، إلى بلاد المغرب، ولد بفَاس سنة 596هـ وذهب مع أبيه وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد وإخوته سنة 603هـ للحج، فحج وعمرُه إحدى عشرة سنة عام 607 هـ، وأقام بمكة.
وعُرِفَ بالبدوي لكثرة ما كان يتلثَّم، عرض عليه أخوه الزواج فامتنع وأقبل على القرآن، واشتهر بمكة بالشجاعة وسُمي العطَّاب والغضبان، ثم اعتزل الناس، ورأى في المنام من يأمره بالسفر إلى طندتا “طنطا” فسار هو وأخوه حسن إلى العراق وقابل عبد القادر الجيلاني، وأحمد الرفاعي ثم عادا إلى مكة ولزم الصيام والقيام، ثم سار من مكة سنة 634هـ، وأخيرًا وصل مصر فنزل طندتا في 14 من ربيع الأول سنة 637هـ وحَلَّ بمنزل أحد مشايخ البلد واسمه “ابن شحيط” ساهرًا على السطح ، وكان من تلاميذه عبد العال، ولازم السطح 12 سنة ، وكان الظاهر بيبرس يزوره.
لما حَفِظَ القرآن بمكة اشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي قبل أن يتصوَّف ، زاره في طنطا تقي الدِّين بن دقيق العيد قاضي قضاة مِصر، واعترض على عدم صلاته مع الناس، ويُقال إنه أطاره إلى مكان بعيد قابله فيه الخَضِر وأرشده إلى الاعتذار لأحمد البدوي الذي يصلِّي بالناس في قُبَّة مُعينة، ففعل فأعاده إلى بيته، وذكر الشعراني له كرامات أخرى منها أنه جاء بالأسير من بلاد الفرنجة مقيدًا مغلولاً سنة 645هـ تُوفي أحمد البدوي سنة 675هـ.
ومن أراد الزيادة فليرجع إلى الطبقات الكُبرى للشعراني “ج1 ص 183″، والله أعلم بالكرامات الذي ذكرها له، وإن كان أصل الكرامة للصالحين أمرًا مُسَلَّمًا به؛ لأنها من نوع المعجزات الخارقة للعادة التي تظهر على أيدي الأنبياء من أجل التحدي وإثبات صدق الرسالة.