يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
الحكمة في كون الأنبياء لا يورَّثون ذلك دفع تهمة الكافرين والمرتابين الذين يظنون أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كالملوك والأمراء كانوا يريدون بدعوتهم الثروة والجاه والسيادة ، والحجة على هؤلاء أن سيرة الأنبياء ترد هذا الزعم ، وتبطله فقد كانوا معروفين بالزهد في الدنيا ، وعدم المبالاة بزخرفها والعناية بمجدها .
وقد يقول المنكر :إن المعهود في كثير من الناس أن يضيقوا ويقتروا على أنفسهم ليوفروا التراث لذرياتهم، وهؤلاء كذلك فكان من تمام الحجة أن يجعلوا ما يتركون صدقة لأمتهم ؛ ليعلم أنه لم يكن لهم حظ في الدنيا لا لأنفسهم في حياتهم ، ولا لذرياتهم بعد مماتهم ، وإنما كانوا يقصدون بدعوتهم مرضاة الله تعالى بهداية خلقه وإرشادهم إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة .