من المعلوم بالأدلة الشرعية أن طلب العلم والتفقه في الدين من أفضل القربات والطاعات ، وهكذا دراسة القرآن الكريم والعناية بالإكثار من تلاوته، والحرص على حفظه أو ما تيسر منه ، كل ذلك من أفضل القربات.
فإذا قام المسلم بما ينبغي من تعليم أهل بلده أو منطقته التي يعيش فيها وتوجيههم، والصلاة بهم، فكل هذا عمل صالح يشكر عليه ويؤجر عليه ، وليس ذلك من الرياء ، وليس من الشرك إذا كان القصد وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة ، ولم يرد رياء الناس ، ولا حمدهم ، ولا ثناءهم ، وإنما أراد بذلك أن ينفعهم وأن يتزود من العلم والفقه في الدين .
وإنما يكون ذلك شركاً أصغر إذا فعل ذلك رياء للناس ، وطلباً لثنائهم ، كما قال النبي ﷺ : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) فسئل عنه ، فقال : ( الرياء ) ( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه ) يقول الله سبحانه يوم القيامة للمرائين : ( اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عنده من جزاء ) فالرياء أن تعمل العمل وتقصد الناس أن يشاهدوك ويثنوا عليك ويمدحوك ، ومن ذلك السمعة ، كأن تقرأ ليثنوا عليك ويقولوا : إنه جيد القراءة ويحسن القراءة أو تكثر من ذكر الله ليثنوا عليك ويقولوا : يكثر من الذكر ، أو تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لتمدح ويثنى عليك ، وهذا هو الرياء ، وهو الشرك الأصغر ، فالوالجب الحذر من ذلك.
وعلى المسلم أن تكون أعماله كلها خالصة لله وحده ، لا لأجل مراءاة الناس وحمدهم وثنائهم، ولكنه يتعلم ليعمل ويعلم إخوانه ومن حوله، ويرجو بذلك ما عند الله سبحانه وتعالى من المثوبة، ويقصد بذلك نفعهم لا رياء ولا سمعة .