لا تجوز التسمية شرعًا بعبد النبي خشية اعتقاد العبودية للنبي صلى اللّه عليه وسلم ؛ كما لا تجوز التسمية بعبد المسيح على ما ذهب إليه الجمهور؛ وقيل بجواز التسمية بعبد النبي لأنه لا يسبق إلى ذهن أحد منهم معنى ربوبية النبي للمسمى بعبد النبي عند المسلمين ولكن الأولى كما ذكرناه ترك التسمية به لإيهام هذا المعنى ولو على بعد وما وقع من ذلك فمنشؤه الجهل بأحكام الدين وآداب التسمية وإنما يسمى بعبد اللّه أو عبد رب النبي أو نحوهما .
ولفظ العبد يُطلق على الخادم المُطيع، كما يُطلق لفظ السيد على المالك والآمِر، ويُطلق لفظ العبد أيضًا على المخلوق، كما يُطلق لفظ السيد على الخالق، ولا شك أننا جميعاً عبيدٌ لله وهو سيدُنا وخالقنا، وواجب علينا أن نطيعه . فإذا سُمى إنسان بعبد الله أو عبد الرحمن فالمعنى أنه مخلوق لله وللرحمن، وفي الوقت نفسه يجب أن يُطيع الله ويُطيع الرحمن كطاعة العبد لسيده . والعبادة والعبودية فيهما معنى التذلُّل والخضوع، غير أن الأولى حقيقة دينية، والثانية حقيقة كوْنية .
وإذا سُمي إنسان بعبد الرسول أو عبد النبي، فإن قصد به أنه مخلوق للرسول أو للنبي فذلك كُفْر؛ لأنه لا خالق إلا الله وحده . ويغلب على الظن أن من سمي بذلك لا يَقْصِد به أنه مخلوق للرسول، ولكن يقصد أنه خادم مطيع للرسول، كطاعة العبد لسيده، والذي يُحب الرسول لدرجة أن يسمي ولده بأنه عبدٌ له لا يمكن أن يعتقد أن الرسول هو الذي خلقه، والحديث يقول ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ” .
ومهما يكن من شيء فإن الأوْلى اختيار أسماء لا تُثير شُبهة، والأسماء الحسنة كثيرة، وفي الحديث الشريف ” إنكم تُدْعوْن يوم القيامة بأسمائكم وأسماءِ آبائكم، فأحْسِنوا أسماءكم ” رواه أبو داود بإسناد جيد. وفي صحيح مسلم ” إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ” .