الابتلاءات في الإسلام لها فلسفتها، وليس بالضرورة أن تكون عقابًا، فقد يبتلي الله تعالى المسلم أو المسلمة لا عن ذنب اقترفه ولا عن معصية ارتكبها؛ ولكن ليرفع من درجاته، وليزيد من رصيد حسناته، وإلا فما الذنب الذي ارتكبه أيوب (عليه السلام)، حتى يمسه الضر، في بدنه، وفي أهله.
وفي الحديث الصحيح: “ما يصيب المسلم من نصب (تعب) ولا وصب (مرض)، ولا هم، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كُفِّر به من خطاياه”.
وعلى هذا فإن الله تعالى يريد الخير وعظيم الأجر بالمسلم، في الابتلاءات التي تصيبه، بل إن الابتلاءات لها دلالة محبة الله تعالى للعبد، كما في الحديث: “إذا أحبَّ الله تعالى عبدًا ابتلاه”.
والبلاء يكون على قدر الإيمان، فيعظم بعظم الإيمان، للحديث: “يُبتلى الرجل على قدر دينه”، “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل”، كما في الصحيح، فليستعن المسلم إذا ابتلي بالله سبحانه وتعالى، وليلهج لسانه بالدعاء له في ليله ونهاره، فإن المسلم مستجاب الدعاء، وإن الله تعالى يحب أن يسمع دعاء عبده له، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخْذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون} (الأنعام: 42).
وعلى المسلم أن يكثر من ذكر الله تعالى سواء منه المقيد بوقت وحال، كأذكار الصباح والمساء، أو المطلق من الوقت والحال، ليطمئن القلب وتزداد الثقة بالله سبحانه.