يقول فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف – أحد العلماء والدعاة بمصر -:
قد جاء في سورة البقرة حكاية عن اليهود والنصارى وموقفهم من الدار الآخرة قول الله تعالى: “وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين”، وكذلك أخبر الله حكاية عنهم، “وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَة…
من هنا يتبين أنهم يظنون أن الدار الآخرة والنعيم ليس إلا لهم، بل من العجب ما يخبر به علماء مقارنة الأديان أن العهد القديم الذي بين الأيدي الآن، وهو التوراة المحرفة ليس فيه ذكر للدار الآخرة، ولا للنار، وهم يرون أن جنتهم أن يتملكوا فلسطين وأن يهدموا الأقصى، وأن يقيموا هيكل سليمان على ما يزعمون، وهذا كله اعتقادهم الباطل في أمر الدار الآخرة.
ولهذا جاء التعقيب الإلهي على قولهم: “لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة” جاء قوله تعالى: “… قل أَتَّخَذْتُم عند الله عهدًا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون * بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون”، فاليهود والنصارى الذين فسدت عقيدتهم في وحدانية الله، وادَّعوا له صاحبة وولدًا، وأُشْرِبوا في قلوبهم العجل، كيف يمكن أن يُتصوَّر أن عندهم عقيدة صحيحة في الدار الآخرة.