اختار جمهور العلماء السير أمام الجِنَازة؛ لأن الرسول ـ ﷺ ـ وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمامها، كما رواه أحمد وأصحاب السنن. ويَرى الحنفية أن السَّير خلْفها أفضل؛ لأنه هو الذي يدل على معنى ” اتِّباع الجنازة” الذي أمر به الرسول ـ ﷺ ـ والمتَّبِع هو الذي يمشي خلف مَن يتبعه.
ويرى أنس بن مالك أن كل ذلك سواء؛ لأن الرسول ـ ﷺ ـ قال ” الرَّاكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريبًا منها”، وروى البَيْهقي وابن أبي شيبة بإسناد حسن أن أبا بكر وعمر كانا يَمشيان أمام الجنازة، وكان عليٌّ يمشي خلفها فقيل لعلي: إنهما ـ أي أبا بكر وعمر ـ يمشيان أمامها، فقال إنهما، يعلمان أن المشي خلفها أفضل من المشي أمامها، كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته فذًّا، ولكنَّهما يُسهِّلان للناس.