لا يشترط في إسلام الصبي أن يبلغ ، بل يكتفى بأن يكون مميزا، كما أن الصبي يكون مسلما بإسلام والده ،لأن الولد يتبع خير الأبوين دينا ، كما قرر الفقهاء.
يقول الشيخ عبد المجيد سليم مفتي مصر الأسبق رحمه الله :
إذا أسلم الغلام وكان والده مسلم وأمه غير مسلمة فهذا الغلام هو مسلم بإسلامه بنفسه إذ لا يشترط فى صحة الإسلام البلوغ باتفاق الإمام أبي حنيفة وصاحبيه بل متى كان الصبي مميزا بأن بلغ سبع سنوات فأكثر وأسلم صح إسلامه .
ومن كان سنه أكثر من إحدى عشرة سنة فيصح إسلامه استقلالا على أنه إذا لم يكن قد أسلم يعتبر مسلما تبعا لوالده المسلم . انتهى
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية إلى أن إسلام المميز يصح استقلالا من غير افتقار إلى حكم حاكم , أو تبعيته لأحد أبويه ; لأن { النبي ﷺ دعا عليا رضي الله عنه إلى الإسلام , وهو ما زال في صباه فأسلم , وكان أول من أسلم من الصبيان } ; ولقوله ﷺ : { كل مولود يولد على الفطرة } ; ولأن الإسلام عبادة محضة فصحت من الصبي العاقل كالصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات .
ويرى الشافعية في الراجح عندهم أن إسلام المميز استقلالا لا يصح ; لأنه غير مكلف بدليل قوله ﷺ : { رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق } وفي رواية : { وعن الصبي حتى يبلغ } ” . ولأن نطقه بالشهادتين إما خبر أو إنشاء , فإن كان خبرا فخبره غير مقبول , وإن كان إنشاء فهو كعقوده وهي باطلة , وإلى هذا ذهب الإمام زفر من الحنفية . وفي قول ثالث للشافعية أن إسلامه يصح استقلالا ظاهرا لا باطنا فإن بلغ واستمر في إسلامه تبين أنه مسلم من يومئذ.