الناس حال المصيبة على مراتب أربع :
المرتبة الأولى : التسخط وهو على أنواع :

النوع الأول :أن يكون بالقلب ، كأن يسخط على ربه ويغتاظ مما قدّره الله عليه فهذا حرام ، وقد يؤدي إلى الكفر ، قال تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) .

النوع الثاني :أن يكون باللسان ، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك ، وهذا حرام .

النوع الثالث :أن يكون بالجوارح ، كلطم الخدود ، وشق الجيوب ، ونتف الشعور وما أشبه ذلك ، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب .

المرتبة الثانية : الصبر ، وهو كما قال الشاعر :

والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل.

فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله ، وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط ، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده ، وهذا واجب لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) .

المرتبة الثالثة : الرضا ، بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها ، ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً ، وهذه مستحبة وليست بواجبة ، على القول الراجح ، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر ، لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا ، أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليه .

المرتبة الرابعة : الشكر ، وهو أعلى المراتب ، وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة ، حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته ، وربما لزيادة حسناته . قال : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ) .