الأضحية لها وقت محدد تذبح فيه ، فإن ذبحت قبله أو بعده لا تكون أضحية باتفاق الفقهاء، وإنما تكون صدقة من الصدقات، ووقت التضحية بعد صلاة عيد الأضحى ، وحتى غروب شمس آخر أيام التشريق ، وأيام التشريق عند البعض اثنان بعد العيد ، وعند البعض ثلاثة بعده .
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس -أستاذ الفقه المقارن :
وقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد لما روى عن البراء أن رسول الله ﷺ قال: “من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى”، وفي رواية أخرى: “إن أول نسكنا في يومنا هذا الصلاة ثم الذبح، فمن ذبح قبل الصلاة فتلك شاة لحم قدمها لأهله، ليس من النسك في شيء” فمن ذبح قبل الصلاة لم تجزئه الأضحية، ولزمه بدلها .
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن أيام التضحية ثلاثة , وهي يوم العيد , واليومان الأولان من أيام التشريق , فينتهي وقت التضحية بغروب شمس اليوم الأخير من الأيام المذكورة , وهو ثاني أيام التشريق .
واحتجوا بأن عمر وعليا وأبا هريرة وأنسا وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم أخبروا أن أيام النحر ثلاثة . ومعلوم أن المقادير لا يهتدى إليها بالرأي , فلا بد أن يكون هؤلاء الصحابة الكرام أخبروا بذلك سماعا عن النبي ﷺ .
وقال الشافعية – وهو القول الآخر للحنابلة واختاره ابن تيمية – أيام التضحية أربعة , تنتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق , وهذا القول مروي عن علي وابن عباس رضي الله عنهم أيضا , ومروي كذلك عن جبير بن مطعم رضي الله عنه , وعن عطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز وسليمان بن موسى الأسدي ومكحول .
وحجة القائلين بهذا قوله عليه الصلاة والسلام : { كل أيام التشريق ذبح } . (انتهى) .