العلاقة الزوجية في الاسلام أساسها المودة والرحمة والسكن ، وهذا يقتضي من الزوجين أن تكون العلاقة بينهما طيبة تسودها القيم الإسلامية من السماحة والمودة والرحمة والتجاوز عن بعض الهفوات التي لا يسلم منها إنسان، ولهذا كان الهجر من أحد الزوجين مخالفا للغاية المرجوة من العلاقة الزوجية، والزوج الذي يهجر زوجته لا يجوز له أن يهجرها إلا في حالة نشوزها وعدم خضوعها لنصحه ووعظه وإرشاده ، وهذا الهجر خاص بالهجر في الفراش ، بمعنى ألا يبدي الرجل للمرأة رغبة في الإقبال عليها والحديث معها وهو أسلوب يتوخى توجيه المرأة إلي ما يجب عليها نحو زوجها من الأخذ بمفهوم القوامة والرعاية.
أما اذا هجر الرجل زوجته بمعنى أن يترك البيت وألا يقيم فيه مع زوجته فهذا أمر محرم مهما تكن الأسباب ، وعلى الرجل إذا رأى من زوجته تصرفا لا يرضى الله عنه أن يعظها ويوجهها ، فإن أبت أن تسمع لقوله جاز له أن يفارقها
أما هجر المرأة لزوجها فهو معصية ويتعارض مع ما يجب عليها نحو الطاعة لزوجها ، اللهم إلا فيما يغضب الله تبارك وتعالى ، ولا أعتقد أن امراة تهجر زوجها إلا إذا كانت كارهة له ، وإذا كانت كارهة ولا تود العيش معه ، فلها الحق أن تطالب بمفارقته عن طريق الخلع إذا رفض أن يطلقها اختيارًا.