اهتم الإسلام بالابن من حيث التربية واختيار الزوجة وحسن اختيار الاسم ،والأوجب أن ينسب الولد إلى أبيه ؛لأن ثبوته إلى أمه لا يحتاج إلى دليل ،يقول الدكتور عبد الكريم زيدان:
الغالب في استعمال النسب أن ينسب الرجل إلى أبيه،ولهذا لما أبطل الله نظام التبني وأمرنا بإرجاع نسب الأولاد بالتبني إلى أنسابهم الحقيقية ،قال تعالى:(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله )[الأحزاب :5].قال القرطبي في هذه الآية :فأرشد تعالى بقوله هذا إلى أن الأولى والأعدل أن ينسب الرجل إلى أبيه .
وصرح الفقهاء بأن نسب الولد لأبيه مما يدل على أن الغالب في إطلاق نسب الإنسان ،جاء في “شرح منتهى الإيرادات “في فقه الحنابلة :”إذا شهدت امرأة مرضية بولادتها له ،لحقه نسب الولد.وتبعية نسب للأب إجماعًا لقوله تعالى :(ادعوهم لآبائهم)[الأحزاب :5].
ويقول ابن القيم :إن النسب في الأصل للأب ،ولكن هذا لايعني أنه غير منسوب لأمه أو لا ينسب إليها ؛لأن نسبه إليها ثابت قطعًا لأنفصاله منها،وإن المقصود أن الإنسان ينسب إلى أبيه عادة .
وإذا انقطع نسب الولد عن أبيه كما في اللعان،فإن نسب الولد يكون للأم فقط.
ومما تقدم يعرف أن الإنسان يعرف بنسبه إلى أبيه ،وإذا أريد تعريفه ذكر نسبه إلى أبيه لا إلى أمه وإن كان نسبه ثابتًا من أمه .
ويقول الدكتور عبد الستار سعيد فتح الله ،الأستاذ بجامعة الأزهر:يجب أن ينسب الولد إلى أبيه ؛لأن هذا الحكم عليه الناس من أول آدم ،وحتى عصرنا هذا ،وذلك لأن الأب هو المتكفل بالنفقة ،وهو الذي ينسب الولد إلى عائلته وقبيلته ،ولم يحدث أن نسب الولد لأمه إلا مع سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام ؛لأنه لا أب له،ولذلك لايجوز أن ينسب الولد إلى أمه إلا إذا كان مجهول النسب .انتهى
والخلاصة أن النظرة إلى نصوص القرآن الكريم ،من قوله تعالى:”ادعوهم لآبائهم”،ونصوص السنة النبوية ،كقوله ﷺ فيما رواه أبوداود بسنده :”إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم ،وأسماء آبائكم،فأحسنوا أسماءكم”،ومادرج عليه الناس من نسبة الولد إلى أبيه توجب النسبة للأب لا للأم ،ولاسيما أنه قد يترتب على ذلك من الضرر البالغ ،كضياع النسب إلى الأب،وفقد الميراث ،والمساعدة على انتشار الزنى ،وغير ذلك.