ثبت في الصحيحين ” عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال عز و جل : إلا الصيام فإنه لي و أنا الذي أجزي به ، إنه ترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه ، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ” .
و في رواية : ” كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ” . و في رواية للبخاري : ” لكل عمل كفارة ، و الصوم لي و أنا الذي أجزي به ” .
و خرجه الإمام أحمد من هذا الوجه و لفظه : ” كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم و الصوم لي و أنا أجزي به ” . وسبب ذلك أن في الصوم نصف الصبر ” خرجه الترمذي، وفي الصوم ترك حظوظ النفس و شهواتها الأصلية لله تعالى، وما يكون من الزوجين ينافي هذا، فالاقتراب من المداعبة الجنسية في نهار رمضان وهو إن كان مباحا في ذاته ولكنه يخشى منه الوقوع في الحرام، وانتهاك حرمة الشهر الكريم.
ويتوقف حكم الصيام على السائل الذي يخرج من الزوجين بسبب المداعبة فقط دون إيلاج ، فإن كان الخارج مذيا فصومهما صحيح، ولكن أجرها مخدوش، أما إن كان الخارج منيا فإن صومهما قد بطل، على رأي الجمهور، وعليهما قضاء يوم آخر بدلا من اليوم الذي أفسداه بهذه المداعبة، واستغفار الله.
والذي يفرق بين هذا وذاك، هو أن المني هو الوصول لذروة الحالة الجنسية وهو ما يعرف بالوصول لمرحلة الرعشة الجنسية ثم يعقبها فتور، أما المذي فليس على هذه الحالة.