يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
المدار في التكفير على جحود المجمع عليه ، المعلوم من الدين بالضرورة ، فإذا كان من المسلمين من يجحد أحكام الكتاب العزيز ، ولا يذعن لها مع العلم بها ، فهو لا يعد من المسلمين ، والجهل بها جملة وتفصيلا ، لا يعد عذرًا لمن نشأ بين المسلمين .
ومن كان حديث عهد بالإسلام ، أو نشأ في شاهق جبل فلم يعرف أحكام المسلمين الضرورية ، يكون معذورًا كما قالوا حتى يعلم ، فإن أذعن ، وإلا لم يكن مسلمًا وذلك مشهور .
وأما إذا كان ممن يؤمنون بالقرآن ويذعنون له ، إلا أن الوارثين شرعًا رضوا باختيارهم أن يأخذ غيرهم ما يستحقونه ، وكان الآخذ بغير حق لا يستحل الأخذ إلا بناء على رضا صاحب الحق ، لم يظهر وجه للقول بكفرهم كما يفعل بعض المسلمين في بعض البلدان وغيرهم من رضاء البنات بترك ميراثهم لإخوتهم .
ومن استحل أكل ميراث أخته بدون رضاها ، لا يعتد أحد بإسلامه ، بل يحكم جميع الفقهاء بردته إن كان مسلمًا قبل ذلك .
ومن الأمور البعيدة التي لا تكاد تعقل أن يتفق قوم من المسلمين على ترك العمل بالنصوص القطعية المنصوصة في كتاب الله وهم مسلمون حقيقة.
والله تعالى أعلم .