ليلة النصف من شعبان من مواسم البدع، وما يذكر فيها من أدعية مشهورة أو صلوات مخصوصة فهو من البدع الحادثة في الدين، وإذا اتفق لبعض العباد إحياؤها فلا ينافي ذلك كون صلاتها وكل ما يعملونه فيها بدعة مذمومة زاد في قبحها جعْلها شعارًا دينيًا .
من بدع ليلة النصف من شعبان:
ومن بدع ليلة النصف من شعبان ومنكراتها الدعاء المعروف الذي لم ينزل الله به من سلطان، والصلاة التي يروون استحبابها فيها من البدع باتفاق المحدثين والفقهاء ولا عبرة بذكر الغزالي إياها في ( الإحياء ) بصيغة الضعف فإنها مكذوبة لا ضعيفة .
حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها:
أورد في شرح الإحياء ما ورد في شعبان من الأحاديث وقول المحدثين في وضعها واختلاقها ، ثم قال ما نصه : وقال الحافظ أبو الخطاب بن دحية في ( العلم المشهور ) : حديث ليلة النصف من شعبان موضوع . قال أبو حاتم : محمد بن حبان بن مهاجر يضع الحديث على رسول الله ﷺ وحديث أنس فيها موضوع أيضًا لأن فيه إبراهيم بن إسحق . قال أبو حاتم : كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث وفيه وهب بن وهب القاضي أكذب الناس ) . ا . هـ
وقال التقي السبكي في ( تقييد التراجيح ) : الاجتماع لصلاة ليلة النصف من شعبان ولصلاة الرغائب بدعة مذمومة . ا . هـ
وقال النووي : هاتان الصلاتان بدعتان موضوعتان منكرتان قبيحتان ، ولا تغتر بذكرهما في كتاب القوت والإحياء ، وليس لأحد أن يستدل على شرعيتهما بقوله ﷺ : ( والصلاة خير موضوع ) ؛ فإن ذلك يختص بصلاة لا تخالف الشرع بوجه من الوجوه ، وقد صح النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة اهـ .
قلت : وقد ذكر التقي السبكي في تفسيره أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع وليلة القدر تكفر ذنوب العمر اهـ .
إحياء ليلة النصف من شعبان بصلاة ست ركعات:
صفة إحياء لية النصف من شعبان:
أحدهما : استحباب إحيائها بجماعة في المسجد ، وممن قال بذلك من أعيان التابعين خالد بن معدان وعثمان بن عامر ووافقهم إسحق بن راهويه .
والثاني : كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة وإليه ذهب الأوزاعي فقيه الشام ومفتيهم اهـ .يعني بقوله ( أصحابنا ) الحنفية .
وإذا اتفق لبعض عباد التابعين إحياؤها وزاد عليهم المتأخرون دعاءها وسائر البدع التي ذكرها ابن الحاج في ( المدخل ) فهل ذلك ينافي كون صلاتها وكل ما يعملونه فيها بدعة مذمومة ؟ كلا ، إنها بدعة زاد في قبحها جعْلها شعارًا دينيًا .