ورد في فضل ” لا حول ولا قوة إلا بالله” أحاديث كثيرة، منها:
أنها كنز من كنوز الجنة :

ففي صحيح البخاري : (يا عبد الله بن قيس). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة). قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
وفي رواية للبخاري : (يا أبا موسى، أو: يا عبد الله، ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة). قلت: بلى، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
فقد أخرج الخطيب في التاريخ عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أربعة من كنز الجنة: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول “لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأخرج أبو يعلى والطبراني وابن حبان عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :” أكثر من “لا حول ولا قوة إلا بالله” فإنها من كنز الجنة”.
وفي رواية لابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه ” أكثروا من قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” فإنها من كنوز الجنة

أنها من الباقيات الصالحات :
وأخرج أحمد وابن حبان بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استكثروا من الباقيات الصالحات: التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، و “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
أنها غراس الجنة :
أخرج الطبراني عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” أكثروا من غرس الجنة، فإنه عذب ماؤها طيب ترابها، فأكثروا من غراسها “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
أنها كنز تحت العرش :
وأخرج الحاكم في المستدرك بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة؟ تقول “لا حول ولا قوة إلا بالله” فيقول الله: أسلم عبدي واستسلم.
أنها باب من أبواب الجنة :
وأخرج أحمد والترمذي عن قيس بن سعد بن عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
أنها سبيل لحفظ النعم :
أخرج الطبراني عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”.

ومعنى لا حول ولا قوة إلا بالله هي كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فيما أخرجه ابن النجار ” ألا أخبرك بتفسير “لا حول ولا قوة إلا بالله”؟ لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله. هكذا أخبرني جبريل يا ابن أم عبد”.
وقيل في معنى ( لا حول ولا قوة إلا باللّه) أي لا حيلة ولا قوة إلا بتيسيره وإقداره ومشيئته.

قال ابن الأثير: المراد بهذا ونحوه إظهار الفقر إلى اللّه بطلب المعونة منه على ما يحاول من الأمور كالصلاة هنا وهو حقيقة العبودية .

وفي معنى أنها كنز من كنوز الجنة ، أي أن ثوابها مدخر لقائلها والعمل بها في الجنة .
جاء في فيض القدير للإمام المناوي :
(أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا باللّه فإنها من كنوز الجنة) أي ثوابها نفيس مدخر في الجنة كما يدخر الكنز ويحفظ في الدنيا.
قال الأكمل إنما طريقه التشبيه شبه أنفس ثواب مدخر في الجنة بأنفس مال مدخر تحت الأرض في أن كل واحد منهما معد للانتفاع به بأبلغ انتفاع.
وفي معنى أنها كنز من تحت العرش أي أنه لما كانت الجنة تحت العرش والعرش سقفها، فكان كنز الجنة مجاز عن تحت العرش :
قال الإمام المناوي :
(ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة)
قال الطيبي: قوله من تحت العرش :إذا قيل بأن الجنة تحت العرش والعرش سقفها جاز كون من “كنز الجنة” بدلاً من تحت.
والكنز نوعان:
المتعارف وهو المال الكثير المحفوظ، وغيره وهو هذه الكلمة الجامعة (تقول لا حول ولا قوة إلا باللّه) أي أجرها مدخر لقائلها كالكنز وثوابها معدٌّ له.