الزيادة على المأثور من الذكر

الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرق فيها بين نوعين:
الأول: ما ورد تقييده بعدد معين كأذكار الصباح والمساء والأذكار دبر كل صلاة، فهذه ينبغي الالتزام فيها بالعدد الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني: ما لم يرد تقييده بعدد معين، فهذه لا حرج على المسلم أن يستزيد فيها كما شاء..
 ويستحب للمسلم الإكثار من ذكر الله تعالى ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) الأحزاب/41-42 . وقال تعالى : ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الأحزاب/35 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً، كما أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك حين قال : ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2687) .
يقول العلماء الأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان :
الأول : ما ورد تقييده بعدد معين ، فينبغي الالتزام بالعدد الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان ، كالأذكار أدبار الصلاة ، وكقول (سبحان الله وبحمده) مائة مرة صباحاً ومساءً ، وقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) في اليوم مائة مرة . ونحو ذلك .
الثاني : ما لم يرد تقييده بعدد معين ، كالترغيب المطلق في التسبيح والتحميد والتهليل وقراءة القرآن ونحو ذلك ، فهذا يأتي به الإنسان مطلقاً من غير التزام بعدد معين كما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة ـ المملكة العربية السعودية:
“الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف ، [ أي: أن يقتصر الشخص على ما أتى به الشرع ، فلا يعبد الله إلا بما شرعه على لسان رسول صلى الله عليه وسلم ] ، وعليه فما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت ، أو عدد ، أو تحديد مكان له ، أو كيفية؛ عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له ، وأما ما شرعه الله من الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية فلا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية ، أو وقت أو عدد، بل نعبده به مطلقا كما ورد”.