إبليس شأنه شأن أي مخلوق، وضع فيه قوة على اختيار الخير والشر، وقد اختار الشر على الخير بمحض إرادته؛ فهو لذلك يعذب من قبل الله سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الذي اختار هذا الطريق طريق الشر أو طريق البعد عن الله سبحانه وتعالى.

لماذا لم يخف إبليس من الله

أما لماذا لا يخاف الله، فكثير من المخلوقات ومنها الإنسان أو كثير من بني الإنسان لا يخافون الله مع علمهم الواضح بقدرته سبحانه وتعالى وعلمهم بأسرار هذا الكون الذي هو من صنع الله سبحانه وتعالى. المسألة في النهاية ترجع إلى اختيار المخلوق، ومن هؤلاء المخلوقات إبليس.

لماذا يؤاخذنا الله على اتباع خطوات الشيطان

إن الله سبحانه وتعالى يؤاخذنا على اتباع الشيطان واقتراف المعاصي ، لأن الله سبحانه وتعالى أعطانا جزءًا من الاختيار والحرية في إتيان الطاعة أو المعصية، فنحن نجد من أنفسنا أننا قادرون على أن نقوم بالطاعة كالصلاة مثلاً والصوم والبعد عن المحرمات، ونجد أنفسنا أيضًا بقدرتنا أن نقع في المعاصي بارتكاب ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه، أو بترك ما أوجبه الله سبحانه وتعالى علينا.

نجد هذا الإدراك واضحًا في أسلوب الإنسان، فأنا باستطاعتي كبشر أن أذهب إلى دارٍ للعبادة كالمسجد وأصلي، وأنا قادر أيضًا على أن أذهب إلى دار لهو أو خمارة لأتناول فيها كأسًا محرمًا من الخمر. هذه القدرة هي التي يحاسبنا الله سبحانه وتعالى عليها.