لم يرد عن النبي أنه صام شهرًا كله، سوى رمضان، وكان أكثر ما يصوم في شهر شعبان، ولكن لم يكن يصومه كله، وهذه هي السنة النبوية في ذلك،  فإنه كان يصوم ويفطر في سائر الشهور، وكما ورد ” كان يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم ” (رواه البخاري ومسلم وأبو داوود).

أما ما يفعله بعض الناس من صيام رجب كله -كما كنا نرى ذلك في الأرياف من قبل، فقد رأيت بعض الناس يصوم رجب وشعبان ورمضان والأيام الستة من شوال، ويسمونها ” الأيام البيض ” وبعد ذلك يفطر، ويكون عيده في اليوم الثامن من شوال، وتكون حصيلة صيامه هذه الشهور الثلاثة والأيام الستة متواصلة لا يفطر إلا يوم العيد- فهذا لم يرد عن النبي ولا عن الصحابة ولا عن السلف الصالح . فالأولى صيام أيام وإفطار أيام، لا التتابع في الصيام.

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
فمن أراد الاتباع، وأراد الثواب الكامل، فليتبع النبي ولا يصم رجب كله ولا شعبان كله . فهذا هو الأولى .