صلة الأرحام فرض من الفرائض التي لا يجوز لزوج أو غيره أن يحول دونها، لكن لا بد أن يكون ذلك بالتفاهم بين الزوجين من حيث تحديد وقت الخروج ومدته وأحيانا مكانه، فإذا أغلق الباب نهائيا فإنها في هذه الحالة يصح لها أن تخرج لما يحقق الصلة في العيدين مثلا، أو نحو ذلك، دون أن تكثر من هذا الخروج دون إذنه.
أما إذا كان يسمح لها أحيانا فلا تخرج إلا بإذنه إطلاقا؛ لأن المقصود قد تحقق.
وهنا نتوجه إلى الزوج الكريم أن ينظر إلى أمر الله أولا، ويجعل هواه تبعا لأمر الله وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، وقد جاء الحث على بر الوالدين حيث قال تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا” فلأهمية ذلك قرنه بالعبودية له، وفي الحديث الصحيح أن رجلا سأل من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله، قال :”أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك”، وقد بين لنا الله في القرآن الكريم: “وصاحبهما في الدنيا معروفا”، فإذا كان هذا في حق التعامل مع الوالدين فمن باب أولى فأن التعامل بين الزوجين يكون بالمعروف؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ونحن نتوجه للزوجة أيضا لتنظر ما سبب منع الزوج: هل ثمة مكروه أو منكر أو إفساد علاقة؟ فلا بد من إزالة الأسباب إن وجدت.