قال النبي ﷺ : تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها ولجمالها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ ، ومعنى (ذات الدين) أي: الملتزمة بتعاليم الدين، بالمحافظة على العبادة، واجتناب ما نهى الله عنه، وهو أفضل ما ينبغي توفره في الزوجين، ملتزما بشرائع الإسلام في حياته فلا يظلم زوجته، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها.
حكم الزواج المحدد المدة:
الأصل في الزواج هو التأبيد والدوام، والغرض منه التناسل، والتربية، وإعداد المجتمع الصالح، أما في الزواج المحدد بمدة فلن يكون المقصد الأساسي من الزواج، والذي يتولد منه المودة والرحمة.
وتحديد المدة هو ما عرف في الفقه الإسلامي بزواج المتعة وقد أبيح فترة من الزمن ثم حرمه النبي-ﷺ- فصار الأمر على التحريم، كأي أمر فقهي جاء تحريمه بالتدرج التشريعي، فالأصل الذي نلتزم به هو الحكم النهائي بالحرمة.
فقد تدرج النبي – ﷺ – فأجاز عند الضرورة المتعة ثم حرم النبي -ﷺ- هذا النوع من الزواج، أخرج مسلم في (صحيحه) عن سبرة الجهني “أنه غزا مع النبي ﷺ في فتح مكة، فأذن لهم في متعة النساء. قال: فلم يخرج حتى حرمها رسول الله ﷺ”، وفي لفظ من حديثه: “وإن الله حرم ذلك إلى يوم القيامة.
فاستقر الأمر على التحريم كتحريم الخمر فلا يمكن الآن أن يستدل أحد بشربها ليلا لأننا مطالبون بما استقر عليه التشريع.
وبالتالي فزواج المسفار إن كان كما قرأنا محدد المدة بمجرد انتهاء الإجراءات، أو الانتهاء من السبب الذي يقوم به الطرفان فهو لا يجوز شرعا.
هل زواج المسفار صوري:
زواج المسفار زواج صوري والمقصود بذلك أن حقيقة الزواج غير متوفرة، فقد قصد به غير الزواج، قصد به استكمال الإجراءات، وليس حقيقة الزواج، فقد انطوى الزواج إذا على الغش والتدليس، على جهات الاختصاص، وربما على أولياء الأمور، فهو في ظاهره مكتمل الأركان والشروط، ولكن في حقيقته ليس زواجا .
حكم الزواج بنية الطلاق:
الزواج الذي كان لمصلحة سينتهي بانتهاء المصلحة، كالسفر الطويل أو للدراسة والحصول على الشهادة، فكأن الطلاق محدد المدة، وهو ما يدخلنا في زواج المتعة، وإثم النية، وحرمة الغش والتدليس.
والزواج بهذه الطريقة لا يبني بيتا وما أحوج الناس بفطرهم إلى بيت ينعمون فيه بالأمن والراحة والسعادة، وأولاد يملئون الحياة سعادة ، نربيهم على طاعة الله تعالى، كي تستمر الحياة. فهل بهذا الزواج ستكون السعادة، وسيكون التناسل، وعلى فرض وجدت السعادة المؤقتة بوقت الزواج، فإن وجد أولاد فمن يربيهم بعد الفراق وتحقيق ما تطمح له الذات؟!
فبدلا من محضن أسري تربوي، سيكونون عبئا على الأم وربما عائقا عن زواجها مرة أخرى زواجا حقيقا صحيحا هذه المرة.
هل زواج المسفار ينافي مقاصد الشريعة:
الناظر لهذا الزواج يجد أنه ينتهك مقاصد الشريعة من أكثر من وجه:
-فمن مقاصد الشريعة في الزواج العفة، وهي منتفية هنا؛ لأن المقصد ليس الزواج من أجل العفة ولكن المقصد هنا الزواج من أجل السفر.
-ومن مقاصد الزواج التناسل، وربما لأن المدة قصيرة فإن موضوع التناسل هذا سيُتفق على ألا يكون من حيث الأصل لأن الفراق هو المكتوب على هذا الزواج.
-ومن مقاصد الزواج التأبيد، وهنا لا تأبيد ولكن تأقيت حتى تنتهي الإجراءات أو المهمة المزمع إنجازها.
كل ما سبق يجعلنا نحكم مطمئنين على حرمة مثل هذا الزواج.
والواجب هو الآتي:
1- حرص أولياء الأمور على متابعة أبنائهم عند إرسالهم للدراسة في الدولة الغربية للحاجة.
2- أن يحرص أولياء الأمور على عدم إرسال بناتهم للدراسة في الدول الأجنبية إلا مع محرم أو أن تدرس في بلدها بين أهلها.
3- أن تطور الدول الإسلامية التعليم وتستجلب مظاهر التطوير من أي مكان.
4- أن يتم الإيفاد للدول الإسلامية.
5- إذا تم إيفاد طالبة أن يكون معها محرم من أهلها فإن لم تجد فلتكن رفقة من الطالبات المؤمنات المخلصات.
والخلاصة: هذا الزواج فقهيا لا يصح لما ذكرنا أعلاه.