من البدع المستحدثة المذمومة استقبال المعزين في السرادق ونحوه ؛ وذلك لأن المقصود من التعزية هي مواساة أهل الميت والقيام على أمرهم وتدبير أحوالهم، وما يتم في سرادق العزاء هذا لا يعد من قبيل القيام على أمر أهل الميت أو الاهتمام بأمورهم العامة والخاصة؛
ولهذا فإن رسول الله ﷺ لما مات جعفر قال: “اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم ما يشغلهم” ومن يقوم بالتعزية في السرادق لا يصنع مثل هذا الطعام ولا يهتم بأمر أهل المتوفى ولا يسأل عن شيء من ذلك إلا مجرد الجلوس الصامت لسماع بعد آي القرآن ثم الانصراف بعد ذلك فضلا عن هذا فإن في إعداد مثل هذه السرادقات إتلافاً للمال وهو منهي عنه وقد يكون أهل المتوفى في أمس الحاجة إلى مثل هذه النفقات، وقد يدعو التظاهر أمام الناس إلى المغالاة في إعداد هذه السرادقات إلى تحميل أعباء مالية كبيرة على أهل المتوفى، وليس هذا من قبيل المواساة أو الاهتمام بأمرهم أو التخفيف عنهم.
يقول فضيلة الدكتور فهد بن سعد الجهني:
الخير كل الخير في هدي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ومن قرأ في السنة والأحاديث لا يجد مثل هذه العادات أبداً، فهي بدع لا أصل لها من الشرع، والعزاء ثلاثة أيام يعزى في أهل الميت في أي مكان، ولا بأس أن يجتمعوا في بيتهم حتى يجدهم الناس.