يقول الأستاذ الدكتور رفعت فوزى:
قال الله تعالى: (يَا أيُّها النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات: 13).
فالزواج سُنّة من سُنَن الله ـ تعالى ـ لا يُنشئ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ به علاقة بين زوجين فقط، وإنّما هو عَلاقة أسرتين، بين أسرَتي الزوج وأسرة الزوجة: ولذلك رتَّب الله عليه حُرَمًا بين الأسرتين وامتزاجًا بينهما.
وهذا لم يُراعِه هذا الذي غرَّر بأختك ولم يُراعه قَرابَتُه، ولم يأتوا البيوت من أبوابها، كما رسَّم الله ـ عزَّ وجَلَّ ـ ورسوله في شرعه.
ولكن هذا العقد صحيح شرعًا ما دام قد تم برِضا الرجل والمرأة وبشهود، كما هو صحيح قانونًا ما دام قد تمَّ على يد مأذون، ووُثِّق.
وننصح الأهل أن يغفروا للبنت ما أخطأتْ فيه، وألا يقطعوا الصِّلة بينهم وبينها حتى إذا ما احتاجت إليهم يومًا ـ ولا بدَّ أن تحتاج إليهم ـ تجدُهم بجانبها، وحتى لا تكون نُهبة لهذا الرجل ولمَن رضي بذلك من أسرتِه. وحتى وترجعوا ابنتَكم إليكم إنْ أحسَّت بضَيْم، أو ظُلم، وتصونوا كرامتها وتعود إلى حمايتِكم لها.