يقول البعض: إن الإسلام لا يتماشى مع الحضارة الحديثة، وأن أحكامه قديمة، ويُصنَّفون المسلمين بالعالم المتخلف أو الثالث.
هذه شبهة خاطئة كثيرًا ما يقولها بعض المستشرقين وأعداء الإسلام، ويثيرونها في سماء الحق الذي تنزل به وحي الله، فيزعمون أن الإسلام دين التخلف، وأن الأمة الإسلامية تخلفت حين تمسكت بدينها وهذا خطأ.
فالمسلمون الأوائل الذين اعتصموا بحبل الله كانوا سادة الدنيا، وقدموا للإنسانية أمثلة عديدة على التقدم والتطور، ويكفي أن نعرف أنه في عصر الدولة الأموية تحول البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة إسلامية بفضل الأسطول البحري الضخم الذي أعده الأمراء المسلمون، والتاريخ الإسلامي العلمي والثقافي قدَّم للدنيا منارات شاهقة أفادتها في كثير من نواحي العلوم المادية، والتي لا تزال جماعات أوروبا تتلمذ عليها حتى اليوم.
هذا حين اعتصم المسلمون بدينهم، وكانوا مُثُلاً طيبة له. أما ما نحن فيه اليوم من تخلف فما هو إلا حصاد بعدنا عن الإسلام، وعدم تمثلنا له سلوكًا تنتظم عليه حركتنا في الحياة.