بيَّن الله أن الغاية من الصوم هي حصول التقوى للعبد الصائم ، والتقوى تعني التمسك بمكارم الأخلاق والبعد عن الأخلاق الذميمة .

يقول أ د رفعت فوزي :

قد بين الله عز وجل الهدف من الصوم فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أيامًا معدودات”، والتقوى في النهاية هي الالتزام بشرع الله تعالى، وشرع الله تعالى يحث على الأخلاق الكريمة.

إذا هدف الصوم هو التمسك بالأخلاق الكريمة، وقد بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمكن أن يفسد الصوم من الأخلاق الذميمة، فقال صلى الله عليه وسلم: “فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق”، والرفث هو التكلم بالكلام البذيء السيئ، الفاحش.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يفسق” يعني لا يعصي الله عز وجل بأي خلق سيئ، من كذب، أو نميمة، أو غيبة، أو غير ذلك من الأخلاق السيئة، حتى إنه صلى الله عليه وسلم حث على أن يكون الصائم متسامحًا، وهذا من الأخلاق الكريمة، فقال صلى الله عليه وسلم: “فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم”، بمعنى أنه إذا استثاره أحد أن يقابل ذلك بالتسامح، وكما قال تعالى: “ومن عفا فأجره على الله”.

وهذا هو الهدف من الصوم، لا يريد الله عز وجل منا الجوع والعطش بقدر ما يريد منا ما يثمر هذا الجوع والعطش، أما الذي يجوع ويعطش ثم تصدر منه الأخلاق السيئة، فهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: “رب صائم لم يكن له من صيامه إلا الجوع والعطش”.

ولنتذكر دائمًا أن هدف الصوم ليس هو الصوم في حد ذاته، وإنما هدفه هو تقوى الله عز وجل. ولذلك بدأ آيات الصوم بالتقوى وختمها بالتقوى، والذي يصوم ولا يتحلى بالأخلاق الكريمة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” يكون كالشجرة التي لا ظل لها ولا ثمر.