يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم ، ولا يجرحه ، ولا يضره ، ولا يتفتت فيه ، كالأراك وجريد النخل والزيتون .

وأفضل أنواع السواك الأراك ؛ لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي ما بين الأسنان ؛ ولحديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – : ( كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من الأراك ). . . ” الحديث .

وأما التسوك بالأصابع ففيه خلاف، والراجح أنه إن لم يجد ما يستاك به وكانت أصابعه خشنة فإنها تكفيه حتى يجد ما يستاك به.
وقد قام علماء الطب الحديث بإجراء أبحاث على الأراك وتوصلوا إلى النتائج الآتية :

1 – يحتوي السواك على العفص ( حمض تينيك ) ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات ، كما أنه يعتبر مطهرا ، وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم ، كما يطهر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة ويمنع نزف الدم منها .

2 – يوجد في السواك مادة لها علاقة بالخردل ، وهي عبارة عن جليكوزيد ، وهذه المادة لها رائحة حادة وطعم حراق ، وهو ما يشعر به الشخص الذي يستعمل السواك لأول مرة ، وهذه المادة تساعد على الفتك بالجراثيم .

3 – إن تركيب هذا النبات هو ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم ، وبيكربونات الصوديوم هي المادة المفضلة لاستعمالها في المعجون السني ( الصناعي ) من قبل مجمع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية ، يستعمل كمادة سنية وحيدة تقي من العضويات المجهرية التي تفرز في الأسنان.

4 – إن السواك يحتوي على مادة تمنع تسوس الأسنان ، وقد ذكر ذلك أكثر من باحث في بحوث أعدت عن الأراك ، وقد أكدوا على وجود مواد قاتلة للميكروبات في هذا السواك .

5 – لو نظر إلى السواك لوجد أنه يتكون كيميائيا من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري وأملاح معدنية أهمها كلوريد الصوديوم وهو ملح الطعام وكلوريد البوتاسيوم وأكسالات الجير ، فلو نظر إلى تحليل السواك لوجد أنه فرشاه طبيعية قد زودت بأملاح معدنية ومواد عطرية تساعد على تنظيف الأسنان ، أو بمعنى آخر كأنها فرشاه طبيعية زودها الله تعالى بمسحوق مطهر لتنظيف الأسنان ومنع تسوسها.

وقد قامت عدة شركات بتحضير معاجين أسنان من جذور وعروق شجرة الأراك بدون إضافة أي مواد كيمياوية أخرى قد تكون لها بعض الآثار الجانبية الأخرى ، فتأكد وجود مواد قاتلة لجراثيم الفم الضارة التي تسبب التهابات اللثة وتسوس الأسنان في هذه المعاجين المحضرة من الأراك . هذا بعض ما ذكره علماء الطب الحديث، ومن أراد التوسع في هذا فليرجع إلى الكتب المؤلفة في هذا  .

ثم بعد السواك بالأراك في الأفضلية السواك بجريد النخل ؛ لحديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – وفيه : ” أنها قالت : مر عبد الرحمن بن أبي بكر – رضي الله عنهما – وفي يده جريدة رطبة فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فظننت أن له بها حاجة فأخذتها فمضغت رأسها ونفضتها فدفعتها إليه فاستن ـ تسوك ـ بها كأحسن ما كان مستنا ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت من يده فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ” رواه البخاري .

وقال بعض العلماء بأن التسوك بعود الزيتون أفضل من الأراك ، وعللوا أفضلية السواك بالزيتون بأنه من شجرة مباركة . . واستدلوا بأحاديث ضعيفة .

واستعمال الفرشاة والمعجون يعد من السواك ، ومن ميزات الفرشاة أنها يمكن أن ينظف بها الإنسان باطن الأسنان بسهولة ويسر ، وأن في المعجون مواد مطهرة ومنظفة . ولكن إذا استعملت المادة المستخرجة من الأراك مع الفرشاة، كانت كالسواك بالأراك، وإلا فالتسوك بعود الأراك أفضل .

ويستحب أن لا يستاك بعود لين لا يقلع القلحة ولا يزيل الرائحة ، ولا بعود يابس يجرح اللثة .

ونقل كراهة الاستياك بالريحان والقصب ؛ لأنهما كما قيل يسببان بعض الأمراض. وذكر ابن قدامة – رحمه الله – كراهة الاستياك بأعواد الريحان والآس والأعواد الذكية .

وذكر بعض العلماء أيضا كراهة الاستياك بأعواد التبن والقصب والأشنان والحلفة ، وكل ما جهل أصله من الأعواد  .

قال ابن القيم – رحمه الله – في ” الطب النبوي “: ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سُما .

الاستياك بالأصابع :

اتفق الفقهاء على أن الأصبع إن كانت لينة لم يحصل بها السواك، واختلفوا إن كانت خشنة أيحصل بها السواك أم لا ؟

القول الأول : يحصل بها السواك . وهو قول الأحناف والمالكية والحنابلة في رواية ، وهو اختيار النووي وابن قدامة  .

القول الثاني : لا يحصل بها السواك . وهو قول الشافعية والحنابلة في المشهور من المذهب .

استدل أصحاب القول الأول بالآتي :

1 – حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – : أن رجلا من الأنصار من بني عمرو بن عوف قال : يا رسول الله إنك رغبتنا في السواك فهل دون ذلك ؟ قال : ( إصبعاك سواك عند وضوئك تمرها على أسنانك ، أنه لا عمل لمن لا نية له ، ولا أجر لمن لا حسبة له ).

2 – حديث أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يجزي من السواك الأصابع ).

3 – حصول المقصود من السواك .

واستدل أصحاب القول الثاني بالآتي :

1 – أنه لم يرد به الشرع .

2 – أنه لا يسمى سواكا ، ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود .

وقد اختار القول الأول النووي حيث قال : والمختار الحصول . وأيده الحافظ العراقي . وقال ابن قدامة : والصحيح أنه يحصل به بقدر ما يحصل من الإنقاء .

والذي يظهر – والله أعلم – حصول السواك بالأصابع إذا لم يوجد غيرها ؛ وقد قال الله جل وعلا : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن : 16، ولقوله صلى الله عليه وسلم :  ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ).

وأقل ما في ذلك حصول الامتثال بفعل الاستياك . وقد نص بعض الفقهاء على أن الأصلع الذي لا شعر له يستحب له عند التحلل من العمرة أو الحج أن يمر الموسى على رأسه.  (انظر: مجلة البحوث الإسلامية العدد60 لسنة 1421هـ).